تعد الدراسة التي قام بها الدكتور محيي الدين الليثي، استاذ علم العقاقير في المركز القومي للبحوث في مصر، من اوائل الدراسات التي اجريت على ادوية التخسيس لدى النساء، حيث أظهرت انها لا تؤدي فقط الى اصابة النساء بالعقم، بل تعتبر وسيلة جديدة من وسائل الإدمان لدى الشباب. وقد اجريت الدراسة لتوضيح الاثر السام لمادة «الدكسترونوربيسدوافدرين» الموجودة في أنواع كثيرة من أدوية التخسيس على إناث الفئران البيضاء.
وهذه المادة المنشطة مخلقة كيميائيا وتماثل في تأثيرها مادة «الامفيتامين»، وهي مادة نشطة أيضا وممنوع تداولها في كثير من بلدان العالم المتحضر، ولا تصرف إلا بتوصية طبية وبمعرفة طبيب متخصص. لكن الكارثة ان اصل هذه المادة الطبيعي يوجد في نبات يتم تناوله في بعض مناطق الوطن العربي وكثير من دول الخليج كمنشط.
اثبتت الدراسات العلمية التي أجريت على المواد الفعالة المستخلصة من هذا النبات وجود الأثار المدمرة نفسها على النساء والرجال الذين يتناولون هذه المادة في مصدرها الطبيعي ايضا كما يؤكد صاحب الدراسة. ويوضح الدكتور الليثي خطورة تأثير هذه المادة الموجودة في كثير من ادوية التخسيس في انها تحدث تغيرا في نسب هرمونات التكاثر الأنثوية سواء بالزيادة أو النقصان، وهذه الهرمونات توجد بنسب معينة، وحدوث أي تغيير فيها يؤدي إلى إصابة النساء بالعقم.
ويضيف: إن خطورة هذه المادة لا تقف عند هذا الحد فقط، بل يمتد تأثيرها إلى الجهاز العصبي حيث يستخدمها الشباب ومن يتطلب عملهم السهر ليلا، مما يؤدي إلى ادمان هذه المادة وبالتالي تحدث تدميرا للجهاز العصبي على الرغم من تحذير الشركة المنتجة لهذه المادة بأن لا يستمر استعمالها اكثر من ثلاثة اسابيع وفي صورة كبسولات، وذلك لخطورتها على الجهاز العصبي.
كما أوضحت الدراسة أن لهذه المادة تأثيرا خطيرا على الكبد حيث تؤدي إلى حدوث تكسر واضمحلال في خلاياه، وقد اتضح ذلك من خلال دراسة انزيمات الكبد، فقد وجد أنها تركت تأثيرا بزيادة انزيمات Astalkph.
تأثيرات على الحمل
ويؤكد الدكتور الليثي التأثير السلبي لهذه المادة في حالة تناول السيدات المعرضات للحمل لكبسولات التخسيس التي تحتوي على هذه المادة، فقد ثبت تأثيرها الضار على نسبة حدوث الحمل وعلى عدد الأجنة ووزنها.
كما ثبت ايضا تأثير هذه المادة على خلايا المبيض والكبد والكلى بحدوث تغيرات باثولوجية في هذه الخلايا، وهو ما يؤدي الى الفشل الوظيفي لهذه الاعضاء وقد ثبت ايضا زيادة تأثير هذه المادة بالاثار السابقة مع زيادة جرعة الدواء وفترة الاستخدام.
شهادات طبية
الى هنا انتهت الدراسة العلمية والتساؤل الذي نطرحه على الخبراء والمتخصصين: هل ما جاء في الدراسة من نتائج يخضع للعلم والواقع أم لا ؟
د. اسامة عزمي استاذ واستشاري النساء والتوليد والعقم بالمركز القومي للبحوث يؤكد ان ما جاء بالدراسة أمر واقعي وصحيح، يقول:
- انه من المعروف ان مادة «الامفتامين» او ما يشابهها، والموجودة بكثرة في أدوية التخسيس هي احدى المواد المنبهة للجهاز العصبي، وكثرة استخدامها وزيادة نسبة امتصاصها في الدم على فترات طويلة يؤديان الى حدوث اختلال في عمل المخ عن طريق التأثير على بعض المواد الكيماوية التي تساعد في توصيل الاشارات العصبية داخل المخ والاعصاب مثل «الثيروتوتين».
ومن المعروف ايضا ان عمل المبيض والدورة الشهرية لدى السيدات يرتبط ارتباطا وثيقا بمدى كفاءة الغدة النخامية التي تقع في اسفل المخ، وهي المسؤولة عن افراز الهرمونات التي تنشط المبيض لدى السيدة، وهذه الغدة تكون تحت الأمر المباشر من الشفرة «المخية» للانسان. وعلى هذا، فزيادة مادة «الامفتامين» ونقص بعض المواد الكيماوية في المخ يؤديان الى اختلال عمل الغدة النخامية، وبالتالي حدوث اضطراب في الدورة الدموية وضعف في التبويض.
ولهذا من الممكن، كما يقول د. اسامة عزمي، ان يشكو كثير من السيدات عند استخدام هذه العقاقير لفترات طويلة وبالتالي فهو ينصح السيدات بعدم تناول الادوية التي تحتوي على عقاقير المركبات المنشطة للمخ اذا ارادت السيدة إنقاص وزنها، والبديل الامن تقليل كمية المواد والاطعمة ذات السعرات الحرارية العالية مع زيادة النشاط العضلي واللجوء الى المواد الطبيعية لإنقاص الوزن.
من جانبه يؤكد د. علي دياب استاذ وخبير السموم والمخدرات ما جاء بالدراسة قائلا:
- يستخدم الشباب كثيرا من أدوية التخسيس كنوع من انواع ادمان المخدرات، لأن الكثير من هذه الادوية يحتوي على مواد منبهة ومنشطة في مكوناتها الاساسية، وتناول كميات كبيرة منها لفترات طويلة يؤدي الى حدوث ادمان لهذه الادوية، وعلى المدى البعيد يحدث تدميرا كاملا للجهاز العصبي لدى المدمنين لها.
الريجيم الطبيعي أفضل
ويتفق د. سعيد شلب، أستاذ واستشاري الجهاز الهضمي والكبد بالمركز القومي للبحوث، مع الآراء السابقة خاصة في ما يتعلق بتأثير أدوية التخسيس على إنزيمات الكبد وحدوث تسمم في الكلى واساءة استعمال أدوية التخسيس التي تحتوي على المادة المنشطة السابقة الذكر وبكميات كبيرة ولفترات طويلة، فإن النتيجة الطبيعية حدوث تليف في الكبد. ويضيف:
- ان هذه الادوية لا يقتصر تأثيرها على الكبد لان بعضها يمر بالكبد والبعض الاخر يمر بالكلى لخروجه عن طريق البول، فإن ذلك يحدث إجهادا للكلية، وهو ما يؤدي بدوره الى تقليل كفاءة عمل الكلية في اداء وظيفتها الطبيعية.
وينصح د. شلبي السيدات الراغبات في انقاص الوزن باتباع الريجيم الطبيعي بعيدا عن الادوية بتناول الخضر وتقليل الدهون والسكريات في الطعام، لان هذه الكميات الزائدة تختزن في الجسم في صورة دهن حيواني يتمركز بالكبد، ويحدث ما يسمى «بالكبد الدهني» الذي يزداد عن حجم الكبد الحقيقي.
ولهذا يفضل انقاص الوزن بالطرق الطبيعية من خلال التمارين الرياضية والمشي لمدة ربع ساعة على الأقل يوميا، وتناول الخضر والسلطة الخضراء في بداية الوجبات حتي تمتلئ المعدة، وبالتالي يتم الاقلال من النشويات وتتوافر كمية طاقة اقل في حدود احتياج الجسم، ولا يوجد هناك فائض في الطاقة يتم تخزينه على شكل دهن في اجزاء الجسم المختلفة بما فيها الكبد.
منقوووووووووووووووووووووووول للافادة
